السبت، 7 أبريل 2012

الخبر - يومية جزائرية مستقلة - المخرج التونسي رضا الباهي لـ''الخبر'' : تغيّرت وجوه السلطة في تونس لكن الممارسات بقيت نفسها


الخبر - يومية جزائرية مستقلة - المخرج التونسي رضا الباهي لـ''الخبر'' : تغيّرت وجوه السلطة في تونس لكن الممارسات بقيت نفسها:
Ph 21 bahi tigna 811156033
"أحضر ''جزيرة المخلوعين'' عن رؤساء ما قبل الانتفاضة
ما حدث في تونس انتفاضة عارمة وأتمنى ثورة حقيقية

       يرى المخرج التونسي، رضا الباهي، أن الخوف الحقيقي على الإبداع حاليا في المجتمعات العربية ليس من التيارات الإسلامية، لكن من التدهور الثقافي والفني الخطير عند المتلقي العادي، مشيرا، في حوار مع ''الخبر''، على هامش ''أيام سينما المتوسط في الجزائر'' المنظمة من قبل الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بمساهمة ''الخبر''، إلى أن ما جرى بتونس ليس بثورة، بل انتفاضة شعبية عارمة. ''مارلو براندو'' فيلم تونسي، لِمَ اختيار هذه الشخصية الأمريكية؟ -  انطلقت فكرة فيلم ''ديما براندو'' سنة 2004، وتوقفت بعد وفاة براندو وانسحاب المنتجين، لكن بقي المشروع في ذهني، ولم يتحقق إلا سنة .2011 ورغم أن العنوان يحمل اسم شخصية أمريكية، إلا أن القصة تتعلق بشاب تونسي، يشبه مارلو براندو، يرغب بالسفر من أجل الالتقاء به. العمل لا يتحدث عن الحلم الأمريكي، لكن يقدم رؤية الآخر لنا، ونظرتنا نحن كعرب إليه، خاصة أمريكا، وتحديدا بعد تفجيرات 2001 ثم حرب الخليج الثانية وسقوط بغداد، كما يوضّح العلاقة بين الرؤية الحالية والصور النمطية التي تكوّنت في ذهن الآخر عن العربي. لكن الفيلم تونسي مائة بالمائة، في قرية تونسية، وبتركيبة بشرية ومحيط تونسي، ويصوّر كيف يتغلغل الحلم الأمريكي إلى قرية صغيرة عن طريق فريق تمثيل. تقدم رؤية تتقارب مع ما تطرّق إليه  شاهين في أفلامه عن الحلم الأمريكي؟ - يوسف شاهين أستاذي، وقامة لا غبار عليها، قدم أحسن الأفلام التي تمس الوجدان والواقع العربي، و''براندو'' يقدم الحلم الأمريكي بطريقة مغايرة. سينال كل من يحلم بأمريكا الخيبة بعد أن يصل إلى هناك، مثل ما حدث للشاب التونسي. صحيح من حقنا أن نحلم، لكن المهم كيف وإلى أين، لأنه في الأخير سيذهب البطل إلى الموت. في الحقيقة، أهديت فيلم ''ديما براندو'' للمفكر إدوارد سعيد الذي كتب كثيرا عن الاستشراق، ووظفت فيه حتى لقطات من فيلم ''إنديانا جونس'' الذي يسخر من العرب، ويصوّر لقطات في مدينتي التونسية القيروان. ماذا بعد ''ديما براندو''؟ -  أعكف، حاليا، على كتابة سيناريو مسلسل ''جزيرة المخلوعين''، حيث أجمع الرؤساء العرب المخلوعين في جزيرة بعيدة، ونعود عن طريق ''الفلاش باك''، إلى تصرّفاتهم عندما كانوا حكاما، وكيف يتصرّفون في الجزيرة. سنقدم مزيجا من السياسة والكوميديا السوداء، فيها نقد لاذع وسخرية في آن واحد. علينا أن نسخر الآن بمرارة مما حصل في سوريا وليبيا واليمن. وسيجمع المسلسل ممثلين من كثير من الدول العربية، كمصر، سوريا، اليمن ولبنان، ومنتجين مغاربة كياسين العلوي، صاحب ''ليث ميديا''، من الجزائر. هل ستغيّر الثورة التونسية بعض المفاهيم في السينما التونسية؟ - سأصدم الكثيرين.. أرى أن ما جرى بتونس ليس بثورة، بل انتفاضة شعبية عارمة، نتمنى أن نثور بعد أشهر أو سنوات قليلة ثورة حقيقية، ستكون التغيير الحقيقي للمفاهيم السائدة، بين الإنسان والإنسان، بين المرأة والرجل، الحاكم والمحكوم. أما ما يحدث حاليا، فهو تغيير وجه بوجه، كتلة بكتلة أخرى. المكسب الحقيقي في تونس أننا كسرنا حاجز الخوف من السلطة، صحيح أن الوجوه تغيّرت، لكن بقيت الممارسات نفسها. يسيطر التيار الإسلامي على المشهد السياسي التونسي، ألا تخافون على حرية الإبداع؟ - أبدا.. لست خائفا من وصول التيار الإسلامي، لكن خوفي الوحيد أن يتولد لدى المبدع التونسي والعربي رقابة ذاتية على إبداعه، بينما الحاكم ومهما كان جبروته وسلطته، لن يوقف الإبداع، بالعكس، لو يكون ذكيا عليه أن يحرّره. لكنني قلق إزاء تدهور الوضع الثقافي والفني عند المتلقي العادي في المجتمع."

(Via .)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق