السبت، 14 أبريل 2012

«أصوات الموز» رواية تركية ترسم صورة لبيروت

 

جريدة الدستور || «أصوات الموز» رواية تركية ترسم صورة لبيروت:

1641 406800

"أصوات الموز»، هو الكتاب الثاني عشر والرواية الأولى للكاتبة التركية اجه تمل قوران صدرت عن دار الجمل بترجمة عبدالقادر عبداللي الى اللغة العربية. الرواية نشرت في تركيا من قبل دار النشر «ايفرست» في شهر يناير/كانون ثاني 2010. وحتى بعد مضي عدة أشهر من تاريخ صدورها لا تزال الرواية تحتل المرتبة الثالثة من بين أعلى الكتب مبيعا في السوق التركية. وقد اعتبرها ملحق الكتب لصحيفة «راديكال»، وهو أهم مجلة تركية متخصصة في مراجعة الكتب، بأنها رواية «لا بد من قراءتها».

«أصوات الموز»، رواية تروي قصة الحب والسياسة. فهي تعري التشابك المعقد بين هذين العالمين وترسم صورة لبيروت تكشف من خلالها عن روح الإضطراب والجمال التي تعصف بالشرق الأوسط.

رسمت الرواية ملامح أناس محطّمين وتائهين وسط انقلابات اللحظة والأمكنة، بين لبنان، وباريس ولندن. من مخيم شاتيلا قبيل المجزرة، إلى حرب تموز الدامية، سردت الكاتبة تفاصيل الحياة الواقعة على الحدّ القاتل للخيبات والمتاهات والقلق، جاعلة أبطالها متنوّعي الانتماءات الشرق أوسطية في بلدان ومساحات اجتماعية مختلفة، من خلال شخصية خادمة فيلبينية تعيد ترميم ذاكرتها اللبنانية القديمة، بالإضافة إلى آثار الحرب الأهلية المستمرّة، والمنافي المفتوحة على صدامات وانكسارات.

الرواية تبدأ بعبارة «كانت الحقيقة في الغبار: رأيت ذلك». في القسم الأول، والتي تعتبر كمقدمة، تعلن عن كتابة القصة نفسها، ملمحا الى نهاية الرواية، و تنتهي المقدمة بعبارة « أستطيع أن اسرد القصة الآن ... استطيع أن أتحول الى الغبار.»

تدور أحداث القصة في صيف عام 2006 بين شابتين فيليبينا ودنيز. وبالتناوب تسرد فصول الرواية قصص الشابتين، اللتين تبدوان للوهلة الأولى، بأنه ليس لهما علاقة مع بعضهما البعض ولكن في الواقع فإن حياتيهما متصلتان على الرغم من أنهما لم تدركا ذلك.

الشابة فليبينا - والدتها فلبينية ووالدها فلسطيني - أتت الى بيروت من الفلبين لكي تعمل كمديرة منزل لزينب وهي امرأة عجوز لبنانية. وكانوا يعيشون على التل الجتاوي في حي الأشرفية في شرق بيروت.

وكان هناك العديد من الشخصيات التي تدور حول حياة فليبينا في بيروت: جيرانها الجدد، سكان العمارة. فهناك مروان، الحارس السوري للعمارة والذي يبدو مهتما بفليبينا ويقع في حبها. أما السيد هادي، فانه رجل مخرف، فقدَ احساسه بالزمن، ويعتقد أن لبنان لا يزال في خضم الحرب الأهلية. والرجل المثلي جان، والذي مارس الجنس مع العديد من النساء لكي يكذب نفسه، إضافة إلى الآخرين أيضا من السكان المقيمين في العمارة على تل الجتاوي.

وفي فصول الرواية، تصبح العمارة التي تقع على تل الجتاوي – في الواقع في مدينة بيروت نفسها – إحدى الشخصيات التي تلعب دورا نشطا في حياة سكانها.

وتجسد في بعض الأحيان أيضا مدينة بيروت تماما مثل أي شخصية أخرى في الرواية : «إنها ليست شخصا، لكنها واحد منا. تعيش معنا، في شققنا، لكنها كما لو لم تكن هناك. واذا كنا معاً لا يمكننا ان نظهر لك بالضبط أين هي. إنها ببساطة جامع لنا جميعاً.»

أما دنيز، الشخصية الثانية، وهي شابة تركية تتابع دراستها العليا في جامعة اوكسفورد، والتي تتوهم بأنها تشعر بالاختناق من حياة اوكسفورد. لقد غير الإجهاض الذي قامت بها مؤخرا أمورا كثيرة بالنسبة لها: كانت تشعر بالاشمئزاز بالمجاملات الكاذبة من زملائها ومن صديقها تونج. وكانت القشة الأخيرة لدنيز عندما عرض عليها مشرف الرسالة ان ترحل من اوكسفورد وتنتقل الى بيروت لكي تتعرف على الروح الحقيقية لمنطقة الشرق الأوسط.

وبالرغم من عدم اقتناعها بعرض مشرف رسالتها، لكنها تدرك بأنها في حاجة الى تغيير حياتها حيث تغادر اوكسفورد لتذهب الى باريس. وفي باريس تتعرف على زياد اللبناني ويقعان في الحب.

ولدت الكاتبة اجه تمل قوران في مدينة ازمير عام 1973و تعتبرمن أهم الصحفيات كما أنها محللة سياسية في تركيا. تخرجت عام 1995 من جامعة أنقرة من قسم الحقوق، بدأت تعمل في حقل الصحافة عام 1993 في صحيفة «الجمهورية». ومنذ عام 2000 أصبحت تكتب كمحللة سياسية في الصحف التركية.

لقد طرحت تمل قوران موضوعات مثيرة للجدل في تركيا حيث كتبت العديد من الكتب عن قضايا الكردية والأرمنية، الحركات النسائية، والسجناء السياسيين في تركيا. كما حصلت على العديد من الجوائزبما في ذلك جائزة «القلم» للسلام، و جائزة أفضل صحفية تركية في عام 1996 من ألمانيا. كما انها كانت «زميل زائر» في جامعة اوكسفورد في معهد رويترز لدراسة الصحافة.

نشرت حوالي اثني عشر كتاباً، وترجمت كتابها «الجبل العميق: عبر الفجوة التركية الأرمنية» و كتابها «كتاب القمة» الى اللغة الإنجليزية.

كما ترجمت مقالاتها السياسية في موقع «نوات» التونسية، في مجلة «نيو لفت رفيو»، «لو موند ديبلوماتيك»، «جلوب ورلد ادفوكوسي»، و صحيفة»الجارديان» البريطانية.

وحاليا تكتب كمحللة سياسية في صحيفة الأخبار اللبنانية في نسختها الانجليزية، منذ شهر شباط/فبراير2012 بعدما منعت من الكتابة في الصحف التركية."

 

(Via .)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق