السبت، 7 أبريل 2012

السياسة::يوتوبيا المدينة المثقفة.. يوثق سنوات الإبداع الثقافي ببيروت

السياسة::يوتوبيا المدينة المثقفة.. يوثق سنوات الإبداع الثقافي ببيروت:

Images"
بيروت - ليندا عثمان

      كتابها يحمل ميادين شتى من المعرفة والعلوم وقضايا الواقع, يتحدث عن مدينة رفضت أن تموت وأن تندثر جراء الحرب وتناتش المواقع وتوزيع قطعة الجبن. خالدة سعيد في كتابها الجديد "يوتوبيا المدينة المثقفة" الصادر حديثاً في بيروت طرح عدة قضايا ومسائل مهمة من بينها, كيف يمكن أن يكتب المرء غير يائس? كيف تعود بيروت مختبراً للضمير والأحلام والمشاريع والمبادرات ومساحة للتلاقي? كيف يعود تيار الحداثة ليعصف بالمجتمع مستنداً الى الديموقراطية والمعرفة والتربية الابداعية? أسئلة واقعية وليست افتراضية, مهمة طرحها الكاتب والناشر سليمان بختي في الندوة التي عقدت بمناسبة صدور هذا الكتابب في دار الندوة, أكد فيها أن كتاب "خالدة" طريق بحث عن الحقيقة الثقافية في مدينتنا بيروت, ويجول في أنشطتها الثقافية قبل اندلاع الحرب اللبنانية منذ تخوم الأربعين عاماً. ولأن قيمة الأزمنة بخواتيمها وبما تحمل من قيم ومثل وأحلام وأسئلة, فهذا الكتاب جدير بالاهتمام, الحضور تحدثوا عن جرأة خالدة سعيد في استذكار ثقافة مدينة في مرحلة تاريخها الذهبي, كاتبة تقدمت الجميع بما تحمل من ثقافة جديرة بالقراءة والوقوف عندها, حيث سرد الزميل صقر أبو فخر وبالوثائق التاريخية وواقع السير, طبيعة وأصول الاسهامات الثقافية التي قدمها الفلسطينيون والسوريون في حياة بيروت الثقافية. وقد ركز "أبو فخر" في سرده على محورين تاريخيين ساهما في نهضة بيروت الثقافية, أولهما نكبة فلسطين عام 1948, وثانيهما هزيمة حزيران العام 1967, وكيف أن معظم رواد الثقافة التجديدية في بيروت, كانت أصولهم سورية أو فلسطينية. فالعناصر التكوينية للازدهار الثقافي اللبناني كانت خارجية, مؤكداً أن أفضل ما كتب عن بيروت كتبه غير اللبنانيين, ثم تحدثت الكاتبة الدكتورة الهام كلاب البساط عن تجربتها في العمل الثقافي مع خالدة سعيد منذ أيام "دار الفن والأدب" ومجلة "شعر" ومجلة "مواقف", وكيف حملت هذه الكاتبة زوجة الشاعر أدونيس, الآتية من سورية, قنديل الضوء بمنطق علمي وبمنهجية العرض وجمالية الأسلوب, وأكدت "كلاب" أن كتاب سعيد جدارية فنية اختصرت بيروت الثقافية منذ أيام "الندوة اللبنانية" و"بيت الفكر" وكيف أن جرح الفقدان عند جيلها لم يندمل حتى الآن, جرح فقدان الحيوية الثقافية التي عاشتها بيروت الستينيات وحتى منتصف السبعينيات. ونوه الكاتب يوسف معوض بغياب الفكر العقائدي عن كتاب خالدة سعيد, فهي قد نأت بنفسها عن كل لؤم أو حقد أو نهش أو افتراء, ملاحظاً أن مناخ مجلة "شعر" ثم مجلة "مواقف" كان سجالياً, أما اليوم, فأين المناخ الثقافي السجالي? وكان هناك التوتر بين الأدب النضالي الملتزم والأدب الحر والمتفلت من الالتزام, وأين هذا التوتر الآن? وكيف أن مجلة "شعر" استضافت شعراء "خوارج" و"قرامطة" و"صوفيون" و"باطنيون". أما اليوم فالشعراء في زمن ما بعد الحداثة قد هجروا تاريخ أدبنا العربي بكل كنوز متغيراته, ثم كانت مداخلة ماجد السامرائي من العراق مختصرة أشاد فيها بجهود "خالدة" الهادفة في تاريخها لحداثة مدينية بلا لغات خارجية تقحم عليها, ولفت سليمان بختي بأن الكتاب يحتمل اضافات كان ينبغي أن تتناولها المؤلفة مثل: دور الحركة الطلابية ودور الاعلام وتناول اعمال علمين غابا عن عالم الكتاب هما الشيخ عبد الله العلايلي وسعيد تقي الدين, اضافة الى أسماء أخرى. وكان واضحاً أن الكاتبة في كتابها تحمل هماً ثقافياً كبيراً يسعى الى استعادة روح النهضة في مدار التساؤل عن قضية الثقافة وقضية الانسان, فخالدة سعيد فتحت أعين محبي الشعر الحديث على خفايا ما استضمره هذا الشعر من كنوز معرفية ورؤيوية وجمالية وابداعية. كتاب "يوتوبيا المدينة المثقفة" يكمل الطريق باحثاً عن الضوء الضائع في مرايا الزمان العتيق, حكى غمامات الحزن الذاهبة في ماضيها تطفو وتخبئ ما في النفوس من مرارات ليعطينا ما فاض من بهاء كان مشعاً, وها نحن نستعيد معه اكسير الحياة.  "
(Via .)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق