الاثنين، 21 مايو 2012

اعشقني لسناء الشعلان


عن مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع صدرت رواية “اعشقني” للأديبة الأردنية سناء الشعلان. وهي الرواية الفائزة بجائزة دبي الثقافية للإبداع للعام 2010/2011 في دورتها السابعة. وتقع الرّواية في 234 صفحة من القطع الصّغير، وتتكوّن من 8 فصول.

والرواية امتداد لروايات الخيال العلمي عبر توليفة سردّية روائية رومانسيّة، وباختصار نستطيع أن نلخّص فكرة الرواية في كلمة بطلتها في البداية حيث تقول: “وحدهم أصحاب القلوب العاشقة من يدركون حقيقة وجود بُعد خامس ينتظم هذا الكون العملاق، أنا لستُ ضدّ أبعاد الطّول والعرض والارتفاع والزّمان، ولستُ معنية بتفكيك نظرية آينشتاين العملاقة التي يدركها، ويفهمها جيداً حتى أكثر الطلبة تواضعاً في الذّكاء والاجتهاد في أيّ مدرسة من مدارس هذا الكوكب الصّغير، ولكنّني أعلم علم اليقين والمؤمنين والعالمين والعارفين والدارين وورثة المتصوّفة والعشّاق المنقرضين منذ آلاف السنين أنّ الحبّ هو البُعد الخامس الأهم في تشكيل معالم وجودنا”.
فهذه الرّواية تقدّم مساحات النّفس الإنسانيّة بما فيها من معضلات فكريّة ونفسيّة وجسديّة عبر منظور زمني عمودي يخترق أكثر من ألفي عام من تاريخ الحضارة الإنسانية، حتى النفاذ إلى ألف عام أخرى مستقبليّة مفترضة حيث عام 3000 ميلادي عبر توليفة استشرافيّة فنتازية لما قد يكون عليه مستقبل البشريّة في ضوء معطياتها الحاضرة، وانطلاقاً من أزماتها الرّاهنة في إزاء خيال علمي يعد بالكثير من التقدّم على المستوى التقني، في حين يظلّ عاجزاً عن الارتقاء بإنسانية الإنسان، وقاصراً عن السّمو بقلبه وعقله، ليظلّ هو الآخر حبيس أزمات الإنسان ومعضلاته وأفكاره وأسئلته الكبرى.
وهي بذلك تهزأ من تشيؤ الإنسان في الوقت الحاضر، وتقدّم نبوءة متشائمة لمستقبل البشرية إن أصرّت الإنسانيّة على ما هي عليه من فرقة وقسوة وحروب ووحشيّة وانتهازيّة ودمار؛ ويحوّل الإنسان إلى رقم كونيّ مفرغ من الأمل والمشاعر والذّاتيّة بل ومن السّعادة. وفي هذا الفراغ الرّوحي القبيح حيث لا جسد بمعناه التفاعليّ، ولا أسماء، ولا أحلام، ولا ذاتية، ولا أوطان، ولادين، ولا أمل، ولا جمال يولد العشق بين القاتل والمقتول، ويجد بطل الرواية نفسه سجيناً في جسد اغتاله ضمن توليفة سرديّة تقوم على افتراض نقل دماغ الإنسان من جسد إلى آخر في المستقبل القريب، ثم يجد نفسه حاملاً بطفل الجسد الذي يسكنه، وهنا تبدأ رحلته مع نفسه، ومع جسده الجديد، ومع جنينه، ومع أسئلته الكبرى، ليجد في النّهاية كلّ الإجابات عن أسئلته المعلّقة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق