الثلاثاء، 17 أبريل 2012

الناقد راشد عيسى : «بندورة الحية» لمخلد بركات.. رواية تجريبية رمزية

 

جريدة الدستور || عيسى: «بندورة الحية» لمخلد بركات.. رواية تجريبية رمزية:

299710 988727765

استضافت دائرة المكتبة الوطنية، مساء أول أمس، الكاتب مخلد بركات، للحديث عن روايته «بندورة الحية»، في أمسية شارك فيها الشاعر والناقد د. راشد عيسى، عبر قراءة نقدية للرواية، وأدارت الأمسية الأديبة صفية البكري، وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

ولفت د. عيسى النظر إلى أن البناء الفني في «بندورة الحية» يؤكد أن الرواية أكثر الفنون الأدبية تحملا لتحطيم الشكل وابتكار أساليب سردية خارجة على السائد، مشيرا إلى أن الرواية المحتفى بها تعرض مقاطع من سيرة أسطورية لحياة قروية قائمة على المعتقدات الخرافية والتفاصيل الشعبية الغريبة، بأسلوب بنائي حر يبدو سينمائيا من حيث ثقافة العرض، فالسرد معتمد طريقة القطع والاسترجاع وتشتيت الفكرة الجوهرية وتفتيت الأحداث الجزئية والاستناد الى الايماء والايجاز وتكثيف الدلالة، وأبرز ظاهرة فنية في هذه الرواية هي التناص الذي احتشدت به الرواية احتشادا ملحوظا، وأبرز أشكال هذا التناص هو استدعاء اللهجة المحكية المسميات البيئية الشعبية في القرية والأغاني.

وأكد د. عيسى أن أثر اللهجة المحكية قد ظهر في الرواية لإسهام بعض العبارات الشعبية في التعبير الصادق المؤئر عن الحادثة أو المشهد أو الفكرة، وفي تعميق البعد الخرافي في الأذهان في الوقت نفسه يرتقي الكاتب بلغته حد الشعرية العالية كقوله: «يجب أن تعلموا أيها الصبية أن القمر يرش الآمال فضة على الأرواح الميتة لذا ستطلع صبحا ذات فجر مثل قوس قزح»، اما التناص مع القرآن الكريم فكان بارزا في مجموعة من المواقف، كاستغراب حمدان احتمال قدوم ابن له وهو متجاوز التسعين وقالوا يا «حمدان الحمد» انا نبشرك بغلام اسمه فلاح.

وخلص د. عيسى إلى أن «بندورة الحية» رواية تجريبية رمزية الأسلوب تصلح أن تكون فيلما أو مسرحية، وأضاف: «ولي عليها مأخذان، الأول: الافراط في توظيف اللهجة المحكية بحيث لا يستطيع كل القراء فهم المصطلحات بروية، والثاني: اقحام كلمات مثل المثيولوجيا والمنيودراما على السنة الشخوص تصور أن ميزة الرواية فنيا هي أن البطولة أسندت للمعتقدات القروية الخرافية و ليس للشخوص تلك سمة ابتكارية في الرواية المعاصرة».

من جهته قال مخلد بركات: «كم شعرت بالقلق المزمن قبيل كتابة الرواية وبعد كتابتها أيضا، قلق وجودي أعادني إلى الطفل القروي القديم القديم وهو يلعب بسيارة السلوك على ضوء قمر غامض، وعندما يسأم يقذف حجرا بوجه الحوت الذي يبتلع اقمر الجميل احيانا، وكان فلاح حمدان يصرخ في اذني تحت شجرة البطم الكبيرة خلف دارنا الطينية، أن اكتب قصتي في العلية السرمدية وانا أرقب البشر يتهاتفون على قصة الحياة والسراب واللامطر. لاشيء من ذكراه سوى أوراق اخامرها في الليل اعصرها وانتشي لا تطلع من نافذتي الحدباء صوب الموارس هي الكتابة غربة كاحلة نبوءة تطعن القلب على مسمع من صوت النسوة البعيد «يا الله يا دايم تسقي زرعنا النايم» نعم هي الكتابة غربة كالحة».

وكانت الأديبة صفيه البكري قالت في تقديمها للفعالية: «بندورة الحية» رواية جريئة الطرح في مضامينها الجدلية، حيث تبحث في شبكة من الدلالات في الموروث القروي وميثولوجيات الريف واليقين، و شخوص تبحث في قلق وجودي دائم عن أسئلة الكون الكبرى،والخلق والميلاد والمصير.

وفي الختام قامت دائرة المكتبة الوطنية بتوزيع مجلة «فنون»، على الحضور وهي من إصدارات وزارة الثقافة. التاريخ : 17-04-2012"

 

(Via .)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق